طريقة قوية لتعلم المعلومات وحفظها على المدى الطويل
هي تقنية تعتمد على مراجعة المعلومات على فترات زمنية متزايدة، مما يساعد في تعزيز الذاكرة طويلة المدى بشكل فعال.
هو عالم نفس ألماني اكتشف "منحنى النسيان" عام 1885، والذي يوضح كيف أننا نفقد المعلومات بمرور الوقت إذا لم نقم بمراجعتها.
الفكرة هي أنك تقوم بمراجعة المعلومة قبل أن تنساها تمامًا. هذا الإجراء يقوي الرابط العصبي في الدماغ، مما يجعل استرجاعها أسهل في المرة القادمة.
استُخدم التكرار المتباعد لتدريب الموظفين في الشركات، مما أدى إلى زيادة احتفاظهم بالمعلومات وتقليل الحاجة لورش العمل المتكررة.
أظهرت الأبحاث أن الطلاب الذين استخدموا هذه التقنية في تعلم اللغة اليابانية تذكروا عددًا أكبر من الكلمات الجديدة مقارنة بغيرهم، مما يؤكد فعاليتها في سياق تعلم اللغات.
يعتقد العلماء أن الذاكرة البشرية مقسمة إلى نوعين رئيسيين: قصيرة المدى، التي تشبه "طاولة عمل" مؤقتة، وطويلة المدى، التي تشبه "مخزناً" كبيراً للمعلومات.
في عام 1885، قام العالم هيرمان إبنجهاوس بدراسة الذاكرة واكتشف "منحنى النسيان" الذي يوضح أننا ننسى معظم المعلومات بسرعة كبيرة بعد تعلمها.
بدلاً من مراجعة المعلومات في فترة قصيرة، تقوم هذه التقنية بتحديد فترات زمنية للمراجعة تزداد تدريجياً، مما يعزز الرابط العصبي ويجعل التذكر أسهل.
لتطبيق هذه التقنية، ستحتاج إلى بطاقات ذاكرة (Flashcards) وأداة لتحديد فترات المراجعة.
طالب طب كان يعاني من حفظ أسماء العظام. قرر استخدام بطاقات ذاكرة ومراجعتها في فترات متباعدة (يوم، 3 أيام، أسبوع)، مما ساعده على تثبيت المعلومات بشكل عميق.
لا تقتصر هذه التقنية على الدراسة الأكاديمية فقط، بل يمكن استخدامها لتعلم اللغات، وتذكر أسماء الأشخاص، وحتى حفظ أكواد البرمجة.
الحل: لا تضف الكثير من البطاقات دفعة واحدة. ابدأ بعدد قليل وقم بزيادته تدريجياً.
الحل: اجعل بطاقاتك جذابة باستخدام الصور أو صياغة أسئلة مثيرة للاهتمام.
يواجه كثير من الطلاب صعوبة في اختيار الطريقة المثلى لحفظ الدروس وعدم نسيان المعلومات، بهدف تذكّرها حين الحاجة إليها في الاختبارات.
يتلقى دماغ الإنسان يومياً كميات هائلة من المعلومات، ومعظمها ليس ضرورياً. ولذلك، يقوم الدماغ بعملية "النسيان" لتصفية المعلومات غير الضرورية. لكن المشكلة تكمن في عدم التركيز على المعلومات المفيدة فعلاً، مما يجعل عملية التمييز صعبة.
تقنية "التكرار المتباعد" هي الحل، وهي ببساطة عملية المذاكرة أو الحفظ على فترات متباعدة. فمثلاً، المعلومة التي درستها اليوم تراجعها غداً قبل البدء بدراسة معلومة جديدة. وهذا يسمح للدماغ بالاحتفاظ بالمعلومات بشكل أفضل.
وفقاً للدكتورة رولى أبو بكر، يمكن تطبيق تقنية التكرار المتباعد بتقسيم المعلومات إلى مجموعات صغيرة، مع فهم المحتوى أولاً. التكرار يمثل خطوة مهمة للوصول إلى الإتقان في أي مجال.
ويفسر ذلك علمياً بأن عملية التكرار تزيد من مادة "الميالين"، وهي الغلاف الدهني الذي يحيط بالمحاور العصبية، مما يزيد من سرعة عمل الخلايا العصبية ويجعل التعلم أسرع والذاكرة أقوى.
يؤكد الدكتور موسى مطارنة، المتخصص في الطب النفسي، أن الفهم يأتي قبل الحفظ. يجب على الإنسان فهم المادة أولاً، ثم قراءتها بشكل منظم، ومن ثم ترسيخها في الذاكرة الدائمة عبر التكرار المستمر.
الذاكرة أساسية في التعلم. لضمان عدم نسيان المواد بسهولة بعد التدريب، يُنصح بتبني أساليب تعلم قائمة على الأدلة، مثل التكرار المتباعد.
التكرار المتباعد استراتيجية تعلّم تُراجع فيها الدروس بشكل متكرر على فترات زمنية متزايدة لضمان عدم نسيان الدروس المهمة. لا يُسهم هذا في تعزيز التعلم فحسب، بل يُمكّنك أيضًا من سد فجوات التعلم في كل جلسة مراجعة.
يمكن شرح هذه التقنية من خلال التفكير في تدريب الدماغ كما تفعل مع أي عضلة. فمن خلال مراجعة نفس الدروس على فترات متزايدة، فإنك تدرب دماغك على الاحتفاظ بالمعلومات في ذاكرتك طويلة المدى، بنفس الطريقة التي تدرب بها عضلاتك لتصبح أقوى.
يُنتج تطبيق أسلوب التكرار المُتباعد في تعلم محتوى جديد "تأثير التباعد" في أدمغتنا. حتى لدى الحيوانات، يتحسن التعلم عند التدريب المُتباعد.
على سبيل المثال، عندما تواجه ذبابات الفاكهة رائحة صادمة على فترات متباعدة، فإنها تتذكر تجنبها لمدة أسبوع أو أكثر، بينما إذا تعرضت لنفس الرائحة بشكل مكثف في يوم واحد، فإنها تتذكرها لفترة قصيرة فقط.
في ثمانينيات القرن التاسع عشر، أجرى عالم النفس هيرمان إبينغهاوس تجارب أظهرت أن كمية المعلومات التي نحتفظ بها تتناقص تدريجيًا مع مرور الوقت.
لكن يمكن الحد من هذا الانخفاض بمراجعة المعلومات على فترات متباعدة. تعمل هذه التقنية كوسيلة "لإعادة ضبط" منحنى النسيان. كلما زادت الفترة الفاصلة بين جلسات التعلم، أصبح منحنى النسيان أقل أهمية.
تؤكد العديد من الدراسات فوائد التكرار المتباعد. ففي عام ٢٠١٥، أظهرت دراسة في جامعة يورك أن أداء الطلاب الذين خضعوا لاختبار مراجعة بعد ثمانية أيام كان أفضل بكثير مقارنةً بمن خضعوا له بعد يوم واحد فقط. وفي عام ٢٠٢٠، أثبتت دراسة في جامعة ليستر أن الطلاب الذين اختاروا التكرار المتباعد حققوا أعلى متوسط درجات في الامتحانات.
قام الدكتور بيوتر وزنياك بالبحث عن مقدار الوقت الأمثل لتوزيع جلسات المراجعة وطور أول خوارزمية حاسوبية لهذا الغرض. والفترات الموصى بها هي:
لكن ليس عليك الالتزام بهذه الفترة بدقة، حيث تختلف أفضل فترة زمنية من شخص لآخر.
إذا تعلمت درسًا اليوم، يمكنك مراجعة درس أو اختبار تذكيري في اليوم التالي. ثم يمكن جدولة مراجعة أخرى بعد 7 أيام، ثم بعد 16 يومًا وهكذا. تتزايد الفترات الزمنية بشكل أساسي مع ازدياد إلمامك بالمفاهيم.
يجب أن يكون التعلم متباعدًا لإعطاء المعلومات وقتًا كافيًا للتخزين في الذاكرة. من الطبيعي أن ينسى المتعلمون ما يصل إلى 50% مما تعلموه خلال ساعة واحدة دون مراجعة، لذا فإن التكرار المتباعد مفيد بشكل خاص عندما تريد الاحتفاظ بالمعلومات.
أنت الآن تملك سلاحاً سرياً! لقد تعلمت تقنية استخدمها العباقرة عبر التاريخ، وأثبت العلم فعاليتها. الآن حان دورك لتطبقها وترى النتائج المذهلة بنفسك.
"التكرار أم المهارة."
"العبقرية 1% إلهام و 99% عرق." - توماس إديسون
أنت لست مجرد شخص يتعلم تقنية جديدة... أنت تبني مستقبلاً أفضل لنفسك. كل معلومة تحفظها بهذه الطريقة ستبقى معك للأبد، وستفتح لك أبواباً لم تكن تتخيلها.
انطلق الآن.... مستقبلك الرائع ينتظرك ...
أنت الآن خبير في التكرار المتباعد!
أيها الطالب الطموح، تذكر أن كل ساعة تقضيها في الدراسة اليوم هي استثمار في مستقبلك غداً. العلم ليس مجرد كتب أو امتحانات، بل هو طريق يفتح أمامك فرصاً جديدة، يقوي ثقتك بنفسك، ويجعلك قادراً على مواجهة التحديات.
صحيح أن الطريق قد يبدو صعباً أحيانًا، لكن وراء كل تعب هناك ثمرة، ووراء كل لحظة تركيز هناك إنجاز صغير يضيف إلى رصيدك الكبير. لا تنس أن الإنجازات العظيمة تبدأ بخطوات بسيطة.
ضع لنفسك هدفاً واضحاً، قسّمه إلى مراحل، واحتفل بكل تقدم تحققه مهما كان صغيراً. إنك قادر، وما تحتاجه فقط هو الاستمرار. اجعل من دراستك سلاحك، ومن صبرك قوتك، ومن حلمك دافعك.
أنت اليوم تزرع، وغداً ستحصد. فاستمر، لا تيأس، فالمستقبل يبتسم دائماً للمثابرين.